وهذا تقرير لحقيقة أساسية هي أن اختراع البشر شركاء من دون الله, ونسبتهم ذلك إلى الله تجرؤ لا يملكه العباد؛ لأن الله خلق الكون كله حسب علمه وإرادته, ولم تتوجه إرادة الله إلى مثل هذا اللهو, فلو كانت إرادة الله توجهت للهو ما احتاج الأمر إلى اقتراح لهو من العباد ينسبونه إلى ذاته المقدسة, وذلك استنكار لما وقع منهم, وتهكم بآلهتهم أن لها قدرة على شيء من نشر, إذ من أوليات صفات الإله أن ينشر الأموات من الأرض، فإن الخالقية صفة الله وحده ومن مظاهر الخالقية أن يبعث ما في القبور، وإذن فما قالوه: