كيف نفهم هذه الآيات وغيرها إذا لم نعرف أسباب النزول؟
لا سببيل لذلك إلّا بالرجوع إلى السنة.
وقال تعالى:{فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} ٣.
فهل حكَّم أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الرسولَ فيما شجر بينهم واختلفوا فيه؟ وبماذا حكم رسول الله -صلى الله عليه وسلم؟ وبماذا قضى؟ بآباءنا هو وأمهاتنا, وقد أمر الله -عز وجل- أن لا يجد أصحابه -صلى الله عليه وسلم- حرجًا مما قضى ويسلموا تسليمًا؛ فلا تردد في ضمائرهم، وإنما هو التسليم المطلق؛ لأن معناه حق"٤.
ويقول الخطيب البغدادي يرد على من زعم الأخذ بالقرآن فقط:
وهذه النابتة في زماننا ألَا يجب عليهم أن يبحثوا عَمَّا قضى به رسول -صلى الله عليه وسلم- بين أصحابه، وأن لا يجدوا في أنفسهم حرجًا مما قضى, ويسلموا تسليمًا؟
١ سورة الأحزاب ٣٦. ٢ سورة الأحزاب ٣٧. ٣ سورة النساء ٦٨. ٤ الخطيب البغدادي، والكفاية في علم الرواية ص ٨، ٩.