لمؤمن محبَّتُه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو لا يَغار عند انهتاك حُرْمَتِه، وتضييع حقوقه؟!.
وأقلُّ أقسام الغَيْرةِ لله تعالى: أن يغار له من نفسه، وهواه، وشيطانه؛ فيغار لمحبوبه من تفريطه في حقه، وارتكابه لمعصيته، وإذا ترحَّلَتْ هذه الغَيْرة من القلب تَرحَّلَتْ منه المحبة، بل تَرحَّلَ منه الدِّينُ وأنوارُه، وإن بقيت فيه حاله وآثاره، وهذه الغَيْرة هي أصل الجهاد، فلا تفارقك في حضرة هذا السيد الكريم، فإن مفارقتها تؤذن/٤٧ بحرمان عظيم، وخِذلان جسيم.
ومنها: محبَّةُ المدينة ومنازِلِها وجبالِها التي أثبت لها النبيُّ صلى الله عليه وسلم، فإن من علامات المحب محبَّةَ دارِ المحبوب، وبيتِه، والموضعِ الذي حلَّ فيه:
أمرُّ على الدّيارِ ديارِ ليلى … أُقَبِّلُ ذا الجدار وذا الجدارا
ومنها: مَحبَّةُ أهلِ المدينة وسكانِها، ومَودَّةُ مجاوريها وقُطَّانِها، فإن من علامات المحبة، محبَّة أحبابِ المحبوب وأصحابِه، وإخوانِه، وخَدَمِه، وجيرانهِ، وما يتعلق به من جميع شانه: