للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لا في محل، وهو قوله كن. وبعضه في محل، كالأمر والنهي. وقال في أمور الآخرة.

كمذهب الجبرية. وقال تنتهي مقدورات اللّه حتى لا يقدر على إحداث شيء ولا على إفناء شيء ولا إحياء شيء ولا إماتة شيء، وتنقطع حركات أهل الجنة والنار ويصيرون إلى سكون دائم. وقال: الاستطاعة عرض من الأعراض نحو السلامة، والصحة. وفرّق بين أعمال القلوب وأعمال الجوارح وقال: تجب معرفة اللّه قبل ورود السمع. وأن المرء المقتول إن لم يقتل مات في ذلك الوقت، ولا يزاد العلم ولا ينقص بخلاف الرزق. وقال: إرادة اللّه عين المراد، والحجة لا تقوم فيما غاب إلاّ بخبر عشرين.

والرابعة النظامية: اتباع إبراهيم بن سيار النظّام، بتشديد الظاء المعجمة، زعيم المعتزلة وأحد السفهاء، انفرد بعدّة مسائل وهي: قوله أنّ اللّه تعالى لا يوصف بالقدرة على الشرور والمعاصي، وأنها غير مقدورة للّه. وقال: ليس للّه إرادة، وأفعال العباد كلها حركات، والنفس والروح هو الإنسان، والبدن إنما هو آلة فقط، وأن كل ما جاوز القدرة من الفعل فهو من اللّه، وهو فعله، وأنكر الجوهر الفرد، وأحدث القول بالطفرة، وقال: الجوهر مؤلف من أعراض اجتمعت، وزعم أنّ اللّه خلق الموجودات دفعة على ما هي عليه، وأن الإعجاز في القرآن من حيث الإخبار عن الغيب فقط، وأنكر أن يكون الإجماع حجة، وطعن في الصحابة رضي اللّه تعالى عنهم. وقال قبحه اللّه: أبو هريرة أكذب الناس، وزعم أنه ضرب فاطمة ابنة رسول اللّه ، ومنع ميراث العترة، وأوجب معرفة اللّه بالفكر قبل ورود الشرع، وحرّم نكاح الموالي العربيات. وقال: لا تجوز صلاة التراويح، ونهى عن ميقات الحج، وكذب بانشقاق القمر، وأحال رؤية الجنّ، وزعم أن من سرق مائتي دينار فما دونها لم يفسق، وأن الطلاق بالكتابة لا يقع وإن كان بنيّة، وأنّ من نام مضطجعا لا ينتقض وضوءه ما لم يخرج منه الحدث. وقال: لا يلزم قضاء الصلوات إذا فاتت.

والخامسة الإسوارية: اتباع أبي عليّ عمرو بن قائد الإسواريّ، القائل أن اللّه تعالى لا يقدر أن يفعل ما علم أنه لا يفعله. والسادسة الإسكافية: اتباع أبي جعفر محمد بن عبد اللّه الإسكافيّ، ومن قوله أنّ اللّه تعالى لا يقدر على ظلم العقلاء، ويقدر على ظلم الأطفال والمجانبين، وأنه لا يقال أنّ اللّه خالق المعازف والطنابير وإن كان هو الذي خلق أجسامها.

والسابعة الجعفرية: اتباع جعفر بن حرب بن ميسرة، ومن قوله أنّ في فسّاق هذه الأمّة من هو شرّ من اليهود والنصارى والمجوس، وأسقط الحدّ عن شارب الخمر، وزعم أن الصغائر من الذنوب توجب تخليد فاعلها في النار، وأنّ رجلا لو بعث رسولا إلى امرأة ليخطبها فجاءته فوطئها من غير عقد لم يكن عليه حدّ، ويكون وطؤه إياها طلاقا لها.

والثامنة البشرية: اتباع بشر بن المعتمر، ومن قوله الطعم واللون والرائحة والإدراكات كلها من السمع، يجوز أن تحصل متولدة، وصرف الاستطاعة إلى سلامة البنية والجوارح.

<<  <  ج: ص:  >  >>