ظاهرة حذف الياء كثيرة في القرآن الكريم، سواء أكانت أصلية، أي: من بنية الكلمة مثل {الدَّاعِ} أصلها "الداعي" أم كانت زائده مثل: {فَارْهَبُون} ، {فَاتَّقُون} .
وقد حذفت الياء من المصاحف للتخفيف، وهي لغة مشهورة عند العرب، يقولون: مررت بالقاض، وجاءني القاض، فيحذفون الياء لدلالة الكسرة عليها١. هذا من حيث اللغة.
ومن حيث القراءة: رسمت هكذا لتحتمل قراءة إثبات الياء أو حذفها، فمن القراء من حذفها وصلا ووقفا، ومنهم من أثبتها وصلا ووقفا، وهناك من أثبتها وصلا وحذفها وقفا.
أما من أثبتها وصلا، وحذفها وقفا، فحجته: أنه اتبع الأصل في الوصل، واتبع خط المصحف في الوقف، لأن أكثر الخط كتب بما يوافق الوقف والابتداء، فلما لم تثبت الياء في الخط، حذفها في الوقف، إتباعا للرسم٢.
جـ- ظاهرة البدل:
البدل في اللغة: العوض. واصطلاحا: جعل حرف مكان حرف آخر.
وصور البدل كثيرة، منها: إبدال الألف ياء، أو واوا، ومنها: إبدال السين صادا، والهاء تاء، والنون ألفا، لعلل وأسرار كثيرة يضيق المقام عن حصرها فلنذكر لها بعض الأمثلة:
١- رسم الألف ياء في بعض الكلمات للدلالة على أن أصلها الياء فتمال عند من مذهبه الإمالة مثل:"رمى، أعطى، استسقى، اهتدى".
٢- رسم الألف واوا للدلالة على أن أصلها الواو مثل:"الصلاة" فأصلها
١ انظر: الكشف عن وجوه القراءات السبع "١/ ٣٣١". ٢ المصدر السابق "١/ ٣٣٣".