قد تخرج الهمزة عن الاستفهام إلى معان ثمانية تفهم من السياق:
الأول: التسوية، وهي الداخلة على جملة يصح حلول المصدر محلها، مثل:{سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ} ٢، ما أبالي أقمت أم قعدت.
الثاني: الإنكار الإبطالي، وهي التي تقتضي أن ما بعدها غير واقع، كقوله تعالى:{أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ} ٣، ولذلك إذا دخلت هذه الهمزة على منفي لزم ثبوته، لأن إبطال النفي إثبات، كقوله تعالى:{أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ} ٤.
الثالث: الإنكار التوبيخي، وهي التي تقتضي أن ما بعدها واقع وفاعله ملوم، مثل:{أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِي رَبّاً} ٥.
الرابع: التقرير، ومعناه حمل المخاطب على
١ انظر: المغني ص٢٤. ٢ سورة البقرة، الآية: ٦. ٣ سورة الزخرف. الآية: ١٩. ٤ سورة الشرح، الآية: ١. ٥ سورة الأنعام، الآية: ١٦٤.