وقوله:{فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ} ١ ". قال ابن عباس: "هذا تحريج من الله أن يتقوا ويصلحوا ذات بينهم٢ ") وقوله: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ} ٣ هو الذي يريد أن يظلم أو يهم بمعصية فيقال له: اتق الله فيجل قلبه. وقال ابن عباس: "وجلت قلوبهم فأدوا فرائضه ٤") وقوله: {وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً} ٥، قال ابن مسعود: "ما جالس أحد القرآن فقام سالما"، وقوله:{وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ} ٦. ثم قال:{الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقّاً لَهُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ} ٧. لما ذكر أعمال القلب نبه على أعمال الجوارح، وقال الضحاك في قوله:{لَهُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ} ٨: "أهل الجنة بعضهم فوق بعض، فيرى الذي هو فوق فضله على الذي هو أسفل منه، ولا يرى الذي هو أسفل أنه فضل عليه أحد٩") .
وقوله:{كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقاً مِنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكَارِهُونَ يُجَادِلُونَكَ فِي الْحَقِّ بَعْدَ مَا تَبَيَّنَ كَأَنَّمَا يُسَاقُونَ إِلَى الْمَوْتِ وَهُمْ يَنْظُرُونَ} ١٠ روي عن أبي أيوب أنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن بالمدينة: " إني أُخبرت عن عير أبي سفيان أنها مقبلة، فهل لكم أن نخرج قبل هذه العير لعل الله يغنمناها، فقلنا: نعم. فخرج وخرجنا، فلما سرنا يوما أو يومين قال لنا: ما ترون في القوم، فإنهم قد أخبروا بخروجكم؟ فقلنا: لا والله ما لنا طاقة بقتال العدو. ثم قال: ما ترون في قتال العدو؟
١ سورة الأنفال آية: ١. ٢ الطبري: ٩/١٧٧, ابن كثير: ٢/٢٨٥. ٣ سورة الأنفال آية: ٢. ٤ ابن كثير: ٢/٢٨٥. ٥ سورة الأنفال آية: ٢. ٦ سورة الأنفال آية: ٢. ٧ سورة الأنفال آية: ٣-٤. ٨ سورة الأنفال آية: ٤. ٩ ابن كثير: ٢/٢٨٦. ١٠سورة الأنفال آية: ٥-٦.