عن أبي ذر رضي الله عنه قال:"كان بيني وبين رجل كلام وكانت أمه أعجمية فَنِلْتُ منها، فذكرني إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال لي: "أَسَابَبْتَ فلانًا؟ " قلت: نعم. قال: "أَفَنِلْتَ من أُمِّهِ؟ " قلت: نعم. قال: "إنك امْرُؤٌ فيك جاهلية" ٢.
ورُويَ أن أبا ذرٍ تابَ توبةً نصوحًا حتى إنه طلب من هذا الذي قال له: يا ابن السوداء -كما في بعض الرويات- أن يطأ بقدمه على وجهه.
وروى الحافظ ابن عساكر بسنده إلى مالك عن الزُّهْري، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال: جاء قَيْسُ بن مطاطية إلى حلقة فيها سلمان الفارسي وصهيب الرومي وبلال الحبشي، فقال: هذا الأوس والخزرج قد قاموا بِنُصْرَةِ هذا الرجل فما بال هذا٣ فقام إليه معاذ بن جبل -رضي الله عنه- فأخذ بتلابيبه ثم أتى النبي -صلى الله عليه وسلم- فأخبره بمقالته، فقام النبي -صلى الله عليه وسلم- مُغْضَبًا يَجُرُّ رداءَهُ حتى أتى المسجد ثم نودي: إن الصلاة
١ آل عمران: "١٠٣". ٢ رواه الشيخان واللفظ للبخاري في كتاب الأدب. ٣ يقصد بمقالته هذه: إن الذي يحمل الأوس والخرزج على نصرة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنهم من قومه العرب -كما يزعم- فما الذي يدعو الفارسي والرومي والحبشي إلى نصرته وهم ليسوا من قومه؟! وهذا من آثار النزعة الجاهلية كما لا يخفى.