ولعل من حكمة الله تبارك وتعالى في هذه العقوبة ما ذكره "ابن خلدون" من أنها "لإفناء أبناء الجيل الذين خرجوا من قبضة الذل والقهر والقوة، وإنشاء جيل آخر عزيز لا يعرف الأحكام والقهر ولا يسام الذل والهوان".
لقد أكرم الله هؤلاء في مرحلة التزامهم بالعقيدة بالآيات الباهرة، وأسبغ عليهم نعمه الكثيرة، وأنجاهم من عدوهم، فاتخذوا في البحر طريقًا يبسًا، أطبق الموج فيه من بعدهم على عدوهم، ثم لما انحرفوا عن العقيدة، وجانبوا طريقها القويم عاقبهم الله بالتيه أربعين سنة.. وذلك هو الدرس العظيم الذي