فقد جمعت هذه الآية الكريمة في هذه الكلمات القليلة أنواع السلطات القضائية التي ستتولى محاسبتنا:{لا تَخُونُوا اللَّهَ} هذه هي المسئولية الدينية. و {الرَّسُولَ} هذه هي المسئولية أمام الناس {وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ} هذه هي المسئولية الأخلاقية أمام الضمير. وإليكم نصًّا قرآنيًا يؤكد هذا المعنى ويزيده تفصيلاً، ذلك هو قوله تعالى:{وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} ٢.
{فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ} : هذه هي المحكمة الإلهية.
{وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ} : هذه هي المحكمة الإنسانية.
{فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} : هذه هي محكمة الضمير، نمر أمامها يوم القيامة قبل أن نعرض على المحكمة الإلهية: