مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ} . [الشورى: ٢١] . كيف وقد قال الله تعالى:{اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ} . [الأعراف: ٣] . وقال تعالى:{وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً} . [آل عمران: ١٠٣] . فسر بالقرآن والإسلام، وقال تعالى:{وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ} . [الأنعام: ١٥٣] . عن عبد الله بن مسعود قال:"خط لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطَّا ثم قال: "هذا سبيل الله، ثم خط خطوطاَّ عن يمينه وعن شماله وقال: هذه سبل على كل سبيل منها شيطان يدعو إليه، وقرأ:{وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} ١. وعن ابن عباس:"من تعلم كتاب ثم تعلم ما فيه هداه الله من الضلالة في الدنيا ووقاه يوم القيامة سوء الحساب". وفي رواية قال:"من اقتدى بكتاب الله لا يضل في الدنيا ولا في الآخرة ثم تلا هذه الآية: {فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى} . [طه: ١٢٣] . رواه رزين٢.
وعن عبد الله بن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلهم في النار إلا واحدة، قالوا: منهي يا رسول الله؟ قال: ما أنا عليه وأصحابي" ٣. ومعلوم بالضرورة أن
١ أخرجه أحمد (١/٤٣٥ و٤٦٥) والدارمي (١/٦٧) والحاكم (٢/٣١٨) وصححه ووافقه الذهبي، وله شاهد من حديث جابر. ٢ أخرجه الفريابي وسعيد بن منصور وابن أبي شيبة وغيرهم عن ابن عباس قوله وانظر "الدر المنثور" (٤/٥٥٦) . ٣ روى من حديث أنس وأبي هريرة ومعاوية وعوف بن مالك وابن عمرو بمعناه، وبعضها يقوي بعضاً. فأخرجه عن أنس أحمد ٣/١٤٥، وابن ماجه (٣٩٩٣) ، وأخرجه عن أبي هريرة أحمد (٢/٣٣٢) ،وأبو داود (٤٥٩٦) ، والترمذي =