[٤]"فقال لهم الدَّليل: "بينكم وبين القوم ثُلُثا نهار أو نصفه، فإن أحببتم كمنتم١، وخرجت طليعة لكم حتى آتيكم بالخبر، وإن أحببتم سرنا جميعاً". قالوا: "بل نقدِّمك، فقدَّموه فغاب عنهم ساعة، ثُمَّ كرَّ٢ عليهم، فقال:"هذا أوائل سرحهم، فهل لكم أن تغيروا عليهم؟ فاختلف أصحاب النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فقال بعضهم: "إنْ أغرنا الآن حذِرَنَا الرجال والعَطَن٣". وقال آخرون: "نغنم ما ظهر لنا ثُمَّ نطلب القوم٤".
ثُمَّ إنَّهم أغاروا على سرح القوم، فأصابوا نعماً كثيرة ملأوا منها أيديهم:
[٥] "وتفرَّق الرعاء فحذَّروا الجمع، فتفرَّقوا ولحقوا بعلياء بلادهم، وخرج بشير بن سعد في أصحابه حتَّى أتوا محالّهم فيجدها وليس فيها أحد"٥".
[٦] "فرجع بالنعم حتَّى إذا كانوا بسلاح راجعين لقوا عَيْناً٦ لعُيينة فقتلوه، ثُمَّ لقوا جمع عيينة، وعيينة لا يشعر بهم، فناوشوهم، ثُمَّ
١ كمن له: استخفى، والكمين: القوم يكمنون في الحرب. (القاموس: كمن) . ٢ كرَّ عليه: عطف. (القاموس: كرَّ) . ٣ العَطَن - محرَّكة - وطن الإبل ومبركها حول الحوض، ومربض الغنم حول الماء. ٤ من رواية الواقدي، وقد سبق تخريجها برقم [١] . ٥ من رواية ابن سعد عن شيوخه، وقد سبق تخريجها برقم [٣] . ٦ العين: الجاسوس.