قبل أن أدخل في موضوع البحث أريد أن أُعرِّف التخريج لغة واصطلاحاً وإطلاقاته عند المحدثين، فأقول:
التخريج لغة:
التخريج مشتق من مادة خرج خروجاً، والخروج نقيض الدخول، وخارج كل شيء ظاهره. يقال: خرجت خوارج فلان إذا ظهرت نجابته (١) .
ومنه قوله تعالى:{كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ}[الفتح: ٢٩] أي كمثل زرع أبرز وأظهر مزروعه وطرفه (٢) ، ومنه قوله تعالى:{وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا}[النازعات ٢٩] أي: أبرز وأظهر نهارها ونورها (٣) .
وقال ابن فارس:«فقولنا خرج يخرج خروجاً والخراج بالجسد ... والخروج خروج السحابة، يقال ما أحسن خروجها، وفلان خرّيج فلان، إذا كان يتعلم منه كأنّه هو الذي أخرجه من حدّ الجهل»(٤) ، فكلّ ما ذكر يتضمن معنى الظهور، وورد الاستخراج والاختراج بمعنى الاستنباط أيضاً، ويقال أيضاً: وخرّجه في الأدب فتخرَّج فهو خِرِّيج (٥) ، ومن ذلك خِرِّيج
(١) لسان العرب (٢/٢٤٩، ٢٥٠) والقاموس المحيط (١/١٨٤) . (٢) تفسير القرطبي (١٦/٢٩٤) . (٣) معالم التنزيل للبغوي (٤/٤٤٥) . (٤) معجم مقاييس اللغة (٢/١٧٥ – ١٧٦) . (٥) القاموس المحيط (١/١٨٥) .