إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ} ١، وقال تعالى عن شعيب عليه السلام:{وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْباً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ} ٢، وقال تعالى عن موسى عليه السلام قوله لقومه:{أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِيكُمْ إِلَهاً} ٣، وقال تعالى عن عيسى عليه السلام قوله لقومه:{إِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ} ٤ وقال تعالى آمرًا لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم أن يقول لقومه: {قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصاً لَهُ دِينِي} ٥ وقوله تعالى: {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي شَكٍّ مِنْ دِينِي فَلا أَعْبُدُ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ أَعْبُدُ اللَّهَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ} ٦، وقوله تعالى:{قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ, لا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ, وَلا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ, وَلا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدتُّمْ, وَلا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ, لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ} ٧ , وهذه السورة قد اختصت بتوحيد الإلهية أو التوحيد العملي وهو توحيد العبادة, كما اختصت سورة الإخلاص بتوحيد الأسماء والصفات٨.
وبالجملة: فكل الرسل بعثوا بالدعوة لتوحيد الألوهية وإفراد الله بالعبادة وترك عبادة الطواغيت والأصنام كما قال تعالى: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ} ٩، فكان كل رسول أول ما يقرع به سمع قومه:{اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُه} . وافتتاح الدعوة بهذا النداء دليل أكيد على أن الرسل لم يبعثوا لتعريف الخلق بخالقهم وإثبات وجوده؛ لأن معرفته والإيمان بوجوده فطري
١ سورة هود آية ٦١. ٢ سورة هود آية ٨٤. ٣ سورة الأعراف آية ١٤٠. ٤ سورة آل عمران آية ٥١. ٥ سورة الزمر آية ١٤. ٦ سورة يونس آية ١٠٤. ٧ سورة الكافرون ٨ انظر الصراط المستقيم ص٤٦٤. ٩ سورة النحل آية ٣٦.