واعلم وأيقِن أن ملكك زائل ... واعلم بأنك ما تدين تدان١
قال القرطبي:"الدين، والجزاء على الأعمال والحساب بها.. يدل عليه قوله تعالى:{يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمْ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَق} ٢: أي حسابهم ... ومنه: الديان في صفة الرب تعالى: أي المجازي. وفي الحديث: "الكيس من دان نفسه": أي حاسبها٣.
وقوله تعالى:{أَئِنَّا لَمَدِينُون} ٤: أي هل نحن مجزيون محاسبون، وقوله تعالى:{وَإِنَّ الدِّينَ لَوَاقِع} ٥.
٤- وتطلق كلمة الدين في اللغة كذلك على العادة والشأن والسيرة والطريقة, يقال: دِينَ: أي عُوِّد, ويقال: ما زال ذلك ديني وديدني، أي دأبي وعادتي, وعدّه الزبيدي بأنه هو أصل المعنى، وكان صلى الله عليه وسلم على دين قومه: ليس معناه على الشرك وعبادة الأصنام, إنما معناه: على عادتهم من الكرم والشجاعة وغير ذلك من أخلاقهم الحميدة.
فكأن الدين أطلق على العادة؛ لأن النفس إذا اعتادت شيئًا مرنت معه وانقادت له٦.
١ تفسير الطبري ١/٦٨. ٢ سورة النور آية ٢٥. ٣ تفسير القرطبي ١/١٤٣ وانظر لسان العرب ١٣/١٦٩ ومعجم مقاييس اللغة ٢/٢٢٠ وتاج العروس ٩/٢٠٨ والمصباح المنير ١/٢٢١. ٤ سورة الصافات آية ٥٣. ٥ الذاريات ٦. ٦ انظر معجم مقاييس اللغة ٢/٣١٩ ولسان العرب ١٣/١٦٧وتاج العروس ٩/٢٠٨.