وكذلك كف الأذى بأن لا يؤذي أحدًا لا بالقول ولا بالفعل.
* * *
* قوله:"ويندبون إلى أن تصل من قطعك، وتعطي من حرمك، وتعفو عمن ظلمك":
* "يندبون"، أي: يدعون.
* "أن تصل من قطعك": من الأقارب ممن تجب صلتهم عليك، إذا قطعوك؛ فصلهم، لا تقل: من وصلني؛ وصلته! فإن هذا ليس بصلة؛ كما قال النبي عليه الصلاة والسلام:"ليس الواصل بالمكافئ، إنما الواصل من إذا قطعت رحمه؛ وصلها"(١)، فالواصل هو الَّذي إذا قطعت رحمه؛ وصلها.
وسأل النبي - صلى الله عليه وسلم - رجلٌ، فقال: يا رسول الله! إن لي أقارب؛ أصلهم ويقطعونني، وأحسن إليهم ويسيئون إلي، وأحلم عنهم ويجهلون علي! فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إن كنت كما قلت" فكأنما تسفهم المل، ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك" (٢).
"تسفهم المل"، أي: كأنما تضع التراب أو الرماد الحار في أفواههم.
* فأهل السنة يندبون إلى أن تصل من قطعك، وأن تصل من وصلك بالأولى؛ لأن من وصلك وهو قريب، صار له حقان: حق
(١) رواه البخاري (٥٩٩١) عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما. (٢) رواه مسلم (٢٥٥٨) عن أبي هريرة رضي الله عنه.