أما عدد طلاب الحلقة فقد كان بين الأربعين والمئة طالب. يقول الشيخ محمد طاهر الكردي:((ولا يقل طلاب كل حلقة من الدروس عن أربعين طالباً، وبعض الحلقات يبلغ طلابها مئة نفس)) (٢) .
وأما طريقة التدريس في هذه الحلقات فقد أشار إلى ذلك المستشرق سنوك قائلاً:((إن المدرس في الوقت الحالي ١٣٠٢ هـ يختار في تدريسه إحدى ثلاث طرق هي:
١- قراءة أحد الكتب على تلاميذه مع بعض التعليقات والشروح التي وضعها أحد العلماء السابقين، وبذلك يقتصر عمل المدرس على ضبط قراءة النص إلى جانب التفسير العرضي للتعبيرات الصعبة.
٢- أن يجعل قراءة أحد الكتب أكثر فائدة وذلك بقراءة النص وإيراد مختلف وجهات النظر التي كتبها العلماء حوله. وفي العادة يقوم المدرس بتحضيرها من مراجع مختلفة.
٣- أن يقوم المدرس بتجميع الشروح المختلفة ويستخرج منها مصنفاً يقوم بتأليفه وطبعه)) (٣) .
وقد كان المدرسون في هذه الحلقات يفعلون ذلك قربة لله فلم يكن لهم رواتب محددة، يقول الأستاذ عمر عبد الجبار: ((ولم يكن للمدرس راتب من الحكومة، ولا ينتظر من طلابه صدقة ولا زكاة ولا معونة، لأن تعليمه كان
(١) التاريخ القويم ٥ / ٥٢٢. (٢) التاريخ القويم ٥ / ٥٢٢. (٣) صفحات من تاريخ مكة المكرمة ص ٣٢٥.