قال الشافعي: ولا أعلم من الصحابة ولا من التابعين أحداً أُخْبِر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا قَبِل خبره، وانتهى إليه، وأثبت ذلك سنّة٢.
وقال الأوزاعي: إذا بلغك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديث: فإياك أن تقول بغيره، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان مبلِّغاً عن الله تعالى ٣.
وقال الربيع: روى الشافعي يوماً حديثاً فقال له رجل: أتأخذ بهذا يا أبا عبد الله؟ فقال: متى ما رويت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثاً صحيحاً فلم آخذ به، فأشهدكم أن عقلي قد ذهب٤.
وقال الربيع: سمعت الشافعي وسأله رجل عن مسألة فقال له: يُروى عن النبي صلى الله عليه وسلم فيها كذا وكذا. فقال له السائل: تقول به؟ فرأيته أُرعد وانتفض وقال: يا هذا أيُّ أرضٍ تقلّني وأيُّ سماءٍ تظلّني إذا رويت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثاً فلم أقل به؟! نَعَمْ على السمع والبصر٥.
وقال ابن أبي حاتم: أخبرني أبو محمد السجستاني فيما كتب إليّ عن
١ وقد جاء هذا عنه في عدة مواقف، منها في: البخاري -نسخة الفتح-برقم ٧٧٤، الأذان، وبرقم٤٩١١، تفسير القرآن، وبرقم ٥٢٦٦، الطلاق، والفتح: ٣/٤٧٤. ٢ مفتاح الجنة في الاحتجاج بالسنّة، للسيوطي: ٣٤. ٣ المصدر السابق: ٢٠-٢١. ٤ تقي الدين السبكي في معنى قول الإمام المطلبي: "إذا صح الحديث فهو مذهبي" ضمن الرسائل المنيرية: ٣/٩٨. ٥ المصدر السابق: ٣/٩٨-٩٩.