جـ – ما جاء في الآية الأخرى في سورة يونس وهي قوله تعالى:{وَمَا كَانَ النَّاسُ إِلاَّ أُمَّةً وَاحِدَةً فَاخْتَلَفُوا وَلَوْلا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ فِيمَا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ} ١.
قال ابن كثير رحمه الله تعالى عند تفسير هذه الآية الكريمة:"ثم أخبر تعالى أن هذا الشرك حادث في الناس، كائن بعد أن لم يكن، وأن الناس كلهم على دين واحد، وهو الإسلام، قال ابن عباس رضي الله عنهما: "كان بين آدم ونوح عشرة قرون كلهم على الإسلام"، ثم وقع الاختلاف بين الناس وعبدت الأصنام والأنداد والأوثان، فبعث الله الرسل بآياته وحججه البالغة وبراهينه الدامغة {لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ} "٢٣.
د – القول الأول أصح سنداً عن ابن عباس رضي الله عنهما من القول الثاني.
هـ – القول الثاني لا يناسب سياق الآية الكريمة، فقوله تعالى:{كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً} مدح يشعر بالقوة والترابط والوحدة، وهذا لا يكون إلا بالإيمان والتوحيد، أما الكفر والشرك ففرقة وشتات كما قال
١ الآية (١٩) من سورة يونس. ٢ الآية (٤٢) من سورة الأنفال. ٣ ابن كثير تفسير القرآن العظيم ٢/ ٤١١.