الصوفية وغيرهم الذين يقرون بالغلو ويفرحون بتعظيم الناس لهم.
قوله:"ومن ادعى شيئاً من علم الغيب" هذا الرابع. وذلك كالمنجمين والعرافين والرمالين الذين يدعون شيئاً من علم الغيب والله جل وعلا يقول:{عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَداً إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِن رَّسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَداً} ١، وقال تعالى:{وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ} ٢ فعلم الغيب لا يكون إلا لله تعالى إلا من شاء الله تعالى من أنبيائه ورسله أن يطلعه على شيء من علم الغيب.
وقوله:"ومن حكم بغير ما أنزل الله" هذا الخامس؛ لأن الله جل وعلا يقول:{وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} ٣، وفي الآية الأخرى:{هُمُ الظَّالِمُونَ} ٤، وفي الآية الثالثة:{هُمُ الْفَاسِقُونَ} ٥، وهل هذه أوصاف متعددة لموصوف واحد؟ أو أنها لموصوفين مختلفين؟ من أهل العلم من قال: إنها أوصاف لموصوف واحد، يعني: أن الحاكم بغير ما أنزل الله باعتبار أنه جحود للشريعة يكون كفراً، وباعتبار أنه مجاوزة لحق الإنسان واعتداء على حق الله تعالى في التشريع يكون
١ سورة الجن، الآيات: ٢٦، ٢٧. ٢ سورة الأنعام، الآية: ٥٩. ٣ سورة المائدة، الآية: ٤٤. ٤ سورة المائدة، الآية: ٤٥. ٥ سورة المائدة، الآية: ٤٧.