فإن الصلة هى المنبهة على أن المخاطب أخطأ فى اعتقاده، وهذا البيت نسبه ابن المعتز فى البديع لجرير وأنشده:
إنّ الّذين ترونهم خلّانكم ... يشفى صداع رءوسهم أن تصدعوا
السادس: أن يقصد الإيماء إلى وجه بناء المسند على المسند إليه، والمراد ببنائه: جعله مسندا بأن يذكر فى الصلة ما يناسبه، كقوله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ داخِرِينَ (٢) فإن الاستكبار الذى تضمنته الصلة، كان مناسبا لإسناد سيدخلون جهنم داخرين أى: ذليلين إلى الوصول، ولك أن تقول هذا كالقسم الذى مثله بقوله: وراودته بل هو إياه.
السابع: أن يجعل ذريعة إلى التعريض بشأنه أى: شأن الخبر، كقول الفرزدق:
إنّ الّذى سمك السّماء بنى لنا ... بيتا دعائمه أعزّ وأطول (٤)
(١) البيت لعبدة بن الطبيب، وهو شاعر مخضرم (شعر ٥/ ٤٨)، التبيان (١/ ١٥٦)، المفضليات (١٤٧)، شرح عقود الجمان ص ٦٧، معاهد التنصيص (١/ ١٠٠). (٢) سورة غافر: ٦. (٣) البيت من الكامل لعبدة بن الطبيب فى شعره ص ٤٨، وفى علم البديع وفن الفصاحة للطيبى ٢/ ١٥٩. (٤) البيت من الكامل وهو للفرزدق فى ديوانه ٢/ ١٥٥، والأشباه والنظائر ٦/ ٥٠، وخزانة الأدب ٦/ ٥٣٩، ٨/ ٢٧٨، ٢٧٦، ٢٤٣، ٢٤٢، وشرح المفصل ٦/ ٩٩، ٩٧، والصاحبى فى فقه اللغة ٢٥٧، ولسان العرب ٥/ ١٢٧ (كبر)، ٣٧٤ (عزز)، وتاج العروس ١٥/ ٢٢٧ (عزز)، والمقاصد النحوية ٤/ ٤٢، وبلا نسبة فى شرح الأشمونى ٢/ ٣٨٨، وشرح ابن عقيل ٤٦٧، وتاج العروس (بنى).