هذه الآية ولقد علمتم أني من أرفعكم صوتاً على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأنا من أهل النار. فذكر ذلك سعد للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: بل هو من أهل الجنة ".
وأما عبد الله بن سلاَم ١ رضي الله عنه، فثبت أيضاً في الصحيحين من حديث سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه، أنَّه قال:""ما سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول لأحد يمشي على الأرض: إنَّه من أهل الجنة إلا لعبد الله بن سلام " ٢.
وأما بلال رضي الله عنه فثبت في الصحيحين ٣ من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال:""يا بلال حدثني بأرجى عمل عملته في الإسلام، فإني سمعت دف نعليك بين يدي في الجنة ".
" وبشَّر خديجة ببيت من قصب لا صَخَبَ فيه ولا نَصَب "
وهذا الحديث في الصحيحين ٤، وقيل: إنَّ القصب هو اللؤلؤ المجوف، أي: ليس فيه أصوات مزعجة، ولا شدة فيه ولا عنت ولا تعب.
" وأخبر أنَّه رأى الرميصاء بنت ملحان في الجنة "
الرميصاء هي زوجة أبي طلحة، أم أنس بن مالك، وقد بشرها النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة هي وبلال في حديث واحد، قال النبي صلى الله عليه وسلم:""أريت الجنة فرأيت امرأة أبي طلحة، ثم سمعت خشخشة أمامي، فإذا بلال " ٥.
لما أشار المصنف ـ رحمه الله ـ إلى بعض من شهد لهم النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة قال:
١ ابن سلاَم بتخفيف اللام. وللفائدة ينظر كتاب " مختصر من الكلام في الفرق بين من اسم أبيه سلاَم وسلاَّم " لأبي محمد بن أسعد الجواني ت ٥٨٨. لم يطبع، وله نسخة مصورة بقسم المخطوطات بالجامعة الإسلامية " رقم ٢٠٥٣٧ " ٢ البخاري " رقم ٣٨١٢ "، ومسلم " رقم ٦٣٣٠ " ٣ البخاري " رقم ١١٤٩ "، ومسلم " رقم ٦٢٧٤ " ٤ البخاري " رقم ١٧٩٢ "، ومسلم " رقم ٦٢٢٤ " ٥ أخرجه البخاري " ٣٦٧٩ "، ومسلم " رقم ٦٢٧١ "