فإن كان للكلمة أصل غيرهن كـ"صَمَحْمَح"٣، ومرمريس٤ فالمثلان زائدان.
فإن فُهِم المعنى بسقوط أحدهما فهو زائد نحو: كفكفت الشيء بمعنى كففته٥، كان في الأصل كفَّفت بثلاث فاءات، الأولى عين.
والثانية زائدة، والثالثة لام، فاستثقل توالي الأمثال فَرُدَّ إلى باب " سمْسَم " بزيادة مثل الفاء بدل مثل العين تخفيفاً، وقد خففوا هذا النوع بإبدال أحد الأمثال ياء نحو: تَظَنَّيْت؛ لأنَّه من الظن٦.
وكلا التخفيفين مطرد في أقيسة الكوفيين.
والبصريون فيهما مع السماع٧، ويرون أنَّ " كفكف " وأمثاله بناء
١ -الوسوسة: حديث النفس يقال: وسوست إليه نفسه وسوسة ووسواساً بكسر الواو، والوَسْواس بالفتح الاسم. والوسواس الشيطان. الصحاح (وسوس) . ٢ -السمسم - بالفتح - الثعلب. وبالكسر حب الحَلِ. الصحاح والقاموس (سمم) . ٣ -الصمحمح: الشديد. وقيل: الغليظ القصير، ورأس صمحمح أي أصلع غليظ شديد، وهو فَعَلْعَل كرر فيه العين واللام. الصحاح (صمح) ، وشرح الشافية للرضي ١/٦٠ ٤ -المرمريس: الداهية، والأملس، وهو فعفعيل. الصحاح (مرس) . وينظر: الممتع ١/١١٥، وشرح الشافية للرضي ١/٦٢، ودروس التصريف ص٣٤. ٥ -في الصحاح (كفف) : " وكفكفت الرجل مثل كففته ". ٦ -في اللسان (ظن) : " وتظننته وتظنيته على التحويل، قال: كالذئب وسط القنَّة ألا تَرَه تَظَنّهْ أراد تظننه، ثُمَّ حول إحدى النونين ياءٍ ثُمَّ حذف للجزم. ٧ -ينظر: الإنصاف في مسائل الخلاف ص ٧٨٨ وما بعدها، وشرح تصريف ابن مالك لابن إيّاز ص ٣٦ وما بعدها.