والمبدلة هي الثانية؛ لأنَّ مزيد الاستثقال بها حصل، فإن كانت ساكنة بعد متحركة أبدلت مَدَّة تجانس الحركة نحو:" آمنت " و " أومن، إيماناً "١، فإن تحركتا أبدلت الثانية ياء إن كسرت بعد كسرة أو فتحة أو ضمة نحو " إيمّ " وهو مثال إثْمِد من " أمَّ " وأصله: " إئْيم "، فنقلت كسرة الميم الأولى إلى الهمزة توصلاً إلى الإدغام فقيل٢:" إئِمٌّ " ثُمَّ أبدلت الهمزة ياءً٣.
وأمَّا المكسورة بعد المفتوحة والمضمومة فنحو: أيِنُّ٤، وأُيِنُّ٥ مضارعي أنَنْت أي: كنت ذا أنين، وأأنَنْتُه أي جعلته يَئِنُّ٦.
ومن قرأ {أئمة} بالتسهيل أو بالتحقيق مخالف للقياس والاقتداء به متعين لصحة النقل٧.
١ ينظر شرح الملوكي ص ٢٢٨، وشرح المفصل لابن يعيش ٩/١٠٧، والممتع ص٤٠٤، الساعد ٤/١٠٤. ٢ في أ: " فقال ". ٣ ينظر المساعد ٤/١٠٥، والممتع ١/٣٨٠، وابن يعيش ٩/١١٦، وتهذيب اللغة ١٥/٥٦٢، وشرح ابن الناظم ص ٨٤٥، وشرح ابن عقيل ٢/٥٠٩. ٤ في شرح الألفية لابن الناظم ص ٨٤٥: (أينُّ أصله: " أإنّ " بهمزتين الأولى همزة المتكلم والثانية فاء الكلمة؛ لأنَّه مضارع " أنَّ " ولكنه استثقل فيه توالي الهمزتين فخفف بإبدال الثانية من جنس حركتها، وقد يقال: أَئنّ لشبه الأولى بالمنفصلة - كما ذكرنا - ولم يعامل هذه المعاملة من غير الفعل إلاَّ أئمة فإنَّه جاء بالإبدال والتصحيح) . وينظر شرح ابن عقيل ٢/٥٠٩. ٥ ويقال عند الأخفش في " أُينّ، أونَّ، وسيأتي ذكر ذلك. وانظر شرح الشافية ٣/٥٦، وابن عقيل ٢/ ٥٠٩. ٦ ينظر تهذيب اللغة ٥/٥٦٢، واللسان (أنن) . ٧ وردت كلمة " أئمة " في قوله تعالى: {أئِمّةُ الْكُفْر} - التوبة: ١٢- وقرأها ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب {أيمة} بهمزة واحدة مقصورة، وقرأها ابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي {أئمة} بهمزتين، واختلف الروايات فيها عن نافع. وفرَّق الزجاج بين النحاة والقُرَّاء في هذه الكلمة فقال: " قوله: {أئِمّةُ الْكُفْر} فيها عند النحويين لغة واحدة " أيمة " بهمزة وياء، والقُرَّاء يقرأون أئمة بهمزتين، وأيمة بهمزة وياء فأمَّا النحويون فلا يجوز عندهم اجتماع الهمزتين ههنا؛ لأنَّهما لا يجتمعان في كلمة ... ".