ونجح فرعون في استثارة الرأي العام ضد دعوة موسى، وأخذ في تهديد موسى -عليه السلام- فأعاده موسى -عليه السلام- إلى الحوار مرة أخرى، وفكر فرعون في الاستعانة بأتباعه من السحرة والعلماء.
المسألة الرابعة: التحدي الكبير، وإيمان السَّحَرَة
أقام موسى وهارون على فرعون الحجة، وتبين أتباع فرعون قوة موسى بحجته وضعف فرعون بألوهيته، حينئذ لجأ فرعون إلى التهديد، قال تعالى على لسان فرعون:{قَالَ لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلَهًا غَيْرِي لَأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ} ٣، فأعاده موسى إلى الحوار:{قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكَ بِشَيْءٍ مُبِينٍ} ٤, إن موسى -عليه السلام- لم يواجه التهديد بالغضب، وإنما واجهه بهدوء وروية، ومع الهدوء عرض مثير لبيان الحقيقة، والناس يسمعونه متسائلا: أتسجنني وإن أتيتك ببرهان بيّن لا يشك فيه عقل؟! ولم يحدده له، ولم يشر إليه؛ ليتشوق فرعون ومن معه لمعرفته, وقد كان، فعاد فرعون إلى الحوار, قال تعالى:{قَالَ فَأْتِ بِهِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ} ٥، فقدم موسى -عليه السلام- برهاني العصا واليد، شاهدة على صدقه. فلما رأى فرعون ذلك, قال لأتباعه:{إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ، يُرِيدُ أَنْ يُخْرِجَكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِ فَمَاذَا تَأْمُرُونَ} ٦.
١ سورة الشعراء آية: ٢٧. ٢ سورة غافر آية: ٢٦. ٣ سورة الشعراء آية: ٢٩. ٤ سورة الشعراء آية: ٣٠. ٥ سورة الشعراء آية: ٣١. ٦ سورة الشعراء الآيات: ٣٤, ٣٥.