فهو سبحانه وتعالى فوق العرش في جهة العلو، فوق جميع الخلق عند جميع أهل العلم من أهل السنة. قد أجمع أهل السنة والجماعة - رحمة الله عليهم - على أن الله في السماء فوق العرش، فوق جميع الخلق سبحانه وتعالى. وهذا هو المنقول عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعن أصحابه رضي الله عنهم، وعن أتباعهم بإحسان. كما أنه موجود في كتاب الله القرآن.
وقد سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - جارية جاء بها سيدها ليعتقها، «فقال لها الرسول:" أين الله "؟ قالت: في السماء، قال:"من أنا"؟ قالت: أنت رسول الله، قال: أعتقها فإنها مؤمنة (٥)» رواه مسلم في الصحيح. فالرسول أقر هذه الجارية في الجواب الذي قلته أنت، «قال لها:" أين الله "؟ قالت: في السماء. قال:" من أنا "؟ قالت: أنت رسول الله، قال: أعتقها فإنها مؤمنة».
وما ذاك إلا لأن إيمانها بأن
(١) سورة الملك الآية ١٦ (٢) سورة الملك الآية ١٧ (٣) سورة طه الآية ٥ (٤) سورة الأعراف الآية ٥٤ (٥) أخرجه مسلم في كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب تحريم الكلام في الصلاة، برقم ٥٣٧.