وللسلف الصالح في محبة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أعطر الذكر، وإليك بعضا من سير القوم في صدق المحبة، وعظيم العاطفة: سئل علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - كيف كان حبكم لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟ قال: كان والله أحب إلينا من أموالنا وأولادنا وآبائنا وأمهاتنا، ومن الماء البارد على الظمأ (١) ..
وقد سأل أبو سفيان بن حرب. وهو على الشرك يومئذ. زيد بن الدثنة - رضي الله عنه - حينما أخرجه أهل مكة من الحرم ليقتلوه، أنشدك الله يا زيد أتحب أن محمدا الآن مكانك نضرب عنقه، وأنك في أهلك؟ قال: والله ما أحب أن محمدا في مكانه الذي هو فيه تصيبه شوكة تؤذيه، وأني جالس في أهلي ..
قال أبو سفيان: ما رأيت من الناس أحدا يحب أحدة كحب أصحاب محمد محمدا (٢) …
وجاء رجل من الأنصار إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال: لأنت أحب إلي من نفسي وولدي وأهلي ومالي ولولا أني آتيك فأراك لظننت
(١) الشفا (٢/ ٥٦٨). (٢) البداية والنهاية (٤/ ٦٥) وأخرجه البيهقي يفي الدلائل عن حبيب (٣/ ٣٢٦).