أبرز عن صميمها، وقرّب صحفة له، فكسر الخبزة فيها واستخرج نحيا [١] من خرج إلى جانبه فنكب [٢] على الخبزة سمنا حتى سغبلها [٣] ، ثم قرّبها مني فأكلت وأكل حتى انتهيت وأتى على ما فيها، ثم اضطجع وقال لي: نم آمنا واثقا بأنّك غير موّرّق ولا محقق، فاضطجعت، وطبن من ناره [٤] ، واستوثق من عقال حماره وقال لي: أرّب [٥] عقال مطيتك، ففعلت، وبتّ [٦] ناعم البال، وكأن الأين قد وقذني فغلبتني عيناي هزيعا من الليل، ثم أزعج الخوف النوم وأتتني هماهم ولم آمن اغتيال الرجل، ثم ضربت بجروتي [٧] ثم قلت: واثكل أماه، ما هذا الوهل [٨] ؟! والله إنه لأعزل وإني لمستلئم [٩] ، وإنه لمتسعسع [١٠] وإنّ فيّ لبقية شباب، فلما أحسّ بالصبح استيقظ فأرّث نارا وشبّها وقال:
أنائم أنت؟ فقلت: بل كميع [١١] أرق وضجيع قلق، قال: ولم، وقد تقدم مني ما سمعت وأنا به زعيم [١٢] ؟ وفي كلّ ذلك لا يسألني عن نسبي، ثم استخرج مزودا فيه طحن [١٣] ، فقمت لأتكلّف ذلك عنه، فقال: اقعد فانك ضيف، وإنه للؤم بالرجل أن يمتهن ضيفه، فاعتجن طحنه [١٤] في جفنته وكفأ