وكذلك في أنه إذا اجتمع معرفتان في باب كان فأيتهما شئت جعلتها الاسم والثانية الخبر١. ومما انفرد به أن الشر في مثل:"إياك والشرَّ" منصوب بفعل محذوف تقديره: احذر الشر٢، وأنه إذا أضيفت "ويح" لزمت النصب، وإذا أفردت في مثل:"ويح له" جاز فيها الرفع والنصب مع قوة الأول وضعف الثاني؛ لأنها مصدر لا فعل له٣.
أما السهيلي٤ فهو أبو القاسم عبد الرحمن بن عبد الله الضرير صاحب كتاب الروض الأنف في شرح السيرة النبوية المتوفى سنة ٥٨١ للهجرة، وهو تلميذ ابن الطراوة وابن طاهر. وكان بارعا في العربية والتفسير وعلم الكلام. ومن كتبه المتصلة بالدراسات النحوية كتابه "نتائج الفكر" واشتهر بأنه صاحب استنباطات دقيقة, وأنه كان يشغف بالعلل النحوية واختراعها على شاكلة الأعلم الشنتمري حتى ليقول ابن مضاء: إنه كان يولع بها ويخترعها ويعتقد ذلك كمالا في الصنعة وبَصَرا بها٥. وتدور له في كتب النحو اختيارات مختلفة من مذاهب البصريين والكوفيين والبغداديين، من ذلك أنه كان يرى رأي المبرد في أن التعدية بالباء الجارة تخالف التعدية بالهمزة، فإذا قلت:"ذهبت بزيد" كنت مصاحبا له في الذهاب بخلاف قولك: "أذهبت زيدا" معديا للفعل ذهب بالهمزة٦. وكان يذهب مذهب ابن درستويه البصري في أن نائب الفاعل في مثل:"مر بزيد" ليس الجار والمجرور وإنما هو ضمير مستتر عائد على المصدر المفهوم من الفعل والتقدير "مر هو" أي: المرور٧. وكان يذهب مذهب الكسائي وهشام في أن فاعل الفعل الأول في مثل:"ضربني وضربت زيدا" محذوف٨, وكان ينكر مع الفراء أن تأتي الحال مؤكدة وأنها في مثل:{فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا} مبنية لا مؤكدة٩. ومما ذهب