شيء فظلع [١] ، وهو يريد سفاد الكلبة، ويخاف أن تمنعه الكلاب السليمة الأبدان، وهو ينتظر نومها. وهي لا تنام حتّى تملّ من النّباح والتجاوب، وتهدا [٢] كل رجل منها، ولذلك قال:«أخبي ناره كلّ موقد» .
وقال الآخر: لا، ولكن الكلب الظالع هو الهائج. ويقال للكلب ظلع إذا هاج. وأنشد:
يبيت يشكو وجعا ولا وجع ... وهو إذا أعطى زادا ابتلع
أسرع شيء عدوه إلى الطّمع ... كأنّه الكلب إذا الكلب ظلع
وقال الآخر: بل الكلب إذا هاج اعتراه بعض الخماع [٣] ، فإذا مشى رأيته كأنّه يظلع. وقد قال الطّفيل:
أمرّ على عوج طوال كأنّه ... بذي الشّثّ سيد آبه اللّيل جائع [٦]
[١] في الأصل: «قطع» تحريف. [٢] في الأصل: «وتهدي» تحريف كتابي. [٣] الخماع، بالضم: العرج. [٤] سبق البيت والكلام عليه ص ٢٨٠. وفي الأصل هنا: «وليس بظلع» تحريف. [٥] مضت ترجمته في ص ١١٩. [٦] البيتان في المؤتلف ١٥٨، وأمالي المرتضي ٢: ٢١٢، والحماسة البصرية ٢: ٣٤٠ في أبيات ثمانية ذكر المرتضى أنها أبيات مشهورة. أمر إمرارا: فتل فتلا شديدا. والعوج الطوال: قوائمه. ينعت فرسا. وفي الأصل: «كأنها» صوابه في جميع المراجع. ورواية صدره-