معروف ومنه قوله تعالى:{آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْراً} ١ فقطراً منصوب بأفرغ على إعمال الثاني إذ ينازعه ائتوني، وأفرغ مجزوم في جواب الأمر٢.
والثاني: وهو أن الإرتباط وقع يكون الثاني جواباً لاستفسار.
نقرأ قول الله تعالى:{يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلالَةِ} ٣ فالجار والمجرور وهو قوله في الكلالة مطلوب ليستفتونك وليفتيكم فأعمل الثاني على المذهب المختار وقد ربط بينهما أن الثاني جواب معنوي للإستفسار في قوله تعالى: {يَسْتَفْتُونَكَ} ٤.
هـ - العموم والخصوص:-
وأما قوله تعالى:{هَاؤُمُ اقْرَأوا كِتَابِيَهْ} ٥. فهاؤم إن كان مدلولها خذ فهي متسلطة على كتابيه بغير واسطة، وإن كان مدلولها تعالوا فهي متعدية إليه بواسطة إلى، وكتابيه مطلوب لهاؤم واقرأوا. فالبصريون يعملون {اقْرَأوا} ، والكوفيون يعملون {هَاؤُمُ} وبين العاملين المتنازعين علاقة وارتباط بالعموم٦ والخصوص. إذ طلب أخذ الكتاب أعم من قراءته.
والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
١ الآية رقم ٩٦ من سورة الكهف. الرضى: شرح الكافية جـ ١ ص ٨١. ٢ أبو حيان: البحر المحيط جـ ٦ ص ١٦٢. ٣ الآية رقم ١٧٦ من سورة النساء، ويراجع المغنى لابن هشام ص ٥٦٢ البحر المحيط جـ٣ ص ٤٠٥. ٤ الآية رقم ١٩ من سورة الحاقة. الرضى: شرح الكافية جـ ١ص ٨١. أبو حيان: البحر المحيط جـ ٨ ص ٣٢٥. ٥ ها: صوت يصوت به فيفهم منه معنى خذ. قال الكسائي وابن السكيت:" العرب تقول: هاء يا رجل، وهاء يا مرأة بالكسر بلا ياء، وللإثنين رجلين أو امرأتين هاؤما، وللرجال هاؤموا وللنساء هاؤن ". وفيها لغات كثيرة ذكرها أبو حيان في شرح التسهيل. الزمخشري: الكشاف جـ ٣ ص ٢٦٤. أبو حيان: البحر المحيط جـ٨ ص ٣٢٥. ٦ التصريح جـ ١ ص ٣١٥.