تضم عليه منقاراً ونحراً ... كما خر الفجيع على الضريح - ٨٨ -
وقال أيضاً في أم الحسن (١)
مسمعة من غير أوتار ... إلا ارتجالاً فوق أشجار
يقترح الناس عليها وما ... يقترح الناس على الطاري (٢)
تبدل إن قيل لها بدلي ... طائعة من غير إصغار
كأنها في حين تبديلها ... تأخذ في أهزاج أشعار
عاشقة النوار ما أقبلت ... إلا بها آثار نوار - ٨٩ -
وقال في أم الحسن أيضاً (٣)
وخرساء إلا في الربيع فإنها ... نظيرة قس في العصور الذواهب
أتت تمدح النوار فوق غصونها ... كما يمدح العشاق حسن الحبائب
تبدل ألحاناً إذا قيل بدلي ... كما بدلت ضرباً أكف الضوارب
تغني علينا في عروضين شعرها ... ولكن شعراً في قوافٍ غرائب
إذا ابتدأت تنشدك رجزاً وإن تقل ... لها بدلي تنشدك في المتقارب
وليس لها تيه الطراة بصوتها ... ولكن تغني كل صاحٍ وشارب
(١) أم الحسن: أنثى الطائر الذي يسميه المشارقة " الحسون " ويسميه أهل الأندلس " أبا الحسن ".
(٢) ص: الطار؛ والطاري هو الطارئ أي الغريب، وقد كرر هذا ف القطعة التالية فقال " وليس لها تيه الطراة بصوتها "؛ ولعل الرمادي يغمز بهذا المغنين الوافدين على الأندلس من أمثال زرياب وأبنائه وبناته في عصر سابق.
(٣) الأبيات (١ - ٣) في سرور النفس: ٩٨ (ف: ٣٣٤) وذكر أن الأبيات في الهزار.