وعظ جلال الدين ابن باقي المعري الواعظ بالمعرة، فكتب إليه شخص: ما يقول سيدنا في قوم إذا جن عليهم الليل، أسبلوا الذيل، وجثوا على الركب وطلعوا في الثقب، وقالوا: يا كريم، بك ندفع، فقال: أولئك أقوام للمضاجع في حبه هجروا، وللأعين في طاعته أسهروا، فقال في حقهم مولاهم {أولئك يجزون الغرفة بما صبروا} إذا جن عليهم ليل المحنة أسبلوا ذيل الطاعة، وجثوا على الركب، تراهم ركعا سجدا، وطلعوا في الثقب، في ثقب صحف أعمالهم، وقالوا: يا كريم، بك ندفع كيد الشيطان الرجيم.
- ٨ - (٢)
ولأبي القاسم بن أبي المكارم بن المهذب إلى سديد الدولة ابن منقذ بشيزر (٣) :
لا در در زمان صوت أمدحكم ... فيه لأطلب من جدواكم عدسا
(١) بغية الطلب ٩: ٢١٧. (٢) بغية الطلب ٩: ١٧٣، وأبو المكارم هو الفضل بن عبد القاهر من بني المهذب ويلقب بالمرصع (الخريدة ٢: ١٠٢) ولم يذكر العماد ابنه أبا القاسم. (٣) لعل المعني هنا هو " سديد الملك " وهو أول من ملك حصن شيزر سنة ٤٧٤هـ؟ انظر الخريدة (قسم الشام ١: ٥٥٢) والحاشية، ففيها ذكر لمصادر أخرى.