«فأمَّا قوله -صلى الله عليه وسلم-: «إنَّ للهِ تسعة وتسعين اسمًا؛ مائة إلا واحدًا، مَنْ أحصاها دخل الجنة»، فلا يدلُّ على حصر الأسماء بهذا العدد، ولو كان المراد الحصر لكانت العبارة: إنَّ أسماء الله تسعة وتسعون اسمًا؛ مَنْ أحصاها دخل الجنة، أو نحو ذلك.
إذًا فمعنى الحديث: أن هذا العدد من شأنه أنَّ مَنْ أحصاه دخل الجنة. وعلى هذا فيكون قوله:«مَنْ أحصاها دخل الجنة» جملة مكملة لما قبلها، وليست مستقلة. ونظير هذا أن تقول: عندي مائة درهم أَعددتها للصدقة؛ فإنه لا يَمنع أن يكون عندك دراهم أخرى لم تَعدها للصَّدقة».
الشرح
قوله صلى الله عليه وسلم:«إنَّ لله تسعة وتسعين اسمًا؛ مائة إلا واحدًا، مَنْ أحصاها دخل الجنة» متفق عليه (١)، وفي رواية:«مَنْ حَفِظها»(٢).
الشاهد من الحديث: قوله: «مَنْ أحصاها»، «مَنْ حَفِظها».
ثانيا: معاني الإحصاء:
معنى قوله:«مَنْ أحصاها» قد ذكر فيه الخطابي (٣): «أربعة أوجه»، وهي:
المعنى الأول: العدُّ، كما في قوله سبحانه:{وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَداً}،
(١) أخرجه البخاري (٢٧٣٦) ومسلم (٢٦٧٧) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. (٢) أخرجها مسلم (٢٦٧٧) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. (٣) «شأن الدُّعاء» (ص ٢٦ - ٢٩).