وجاء في حديث حذيفة بن أسيد في شأن الجَنِين:«فَيَقضي ربُّك ما يشاءُ، ويَكتبُ المَلَكُ»(٢).
وعن أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه-، عن النَّبي -صلى الله عليه وسلم-: «اشْفَعُوا تُؤجروا، ويَقضي الله على لسان نَبِيِّه ما يشاء»(٣).
أنواع الإرادة:
لله- جل وعلا- إرادتان: كونية قدرية، ودينية شرعية.
قال ابنُ القيم -رحمه الله-: «وهاهنا أمرٌ يَجب التَّنبيه عليه، وبمعرفته تزول إشكالات كثيرة تَعرض لمن لم يُحِط به عِلْمًا، وهو أن الله- سبحانه- له الخلقُ والأمرُ، وأمرُه- سبحانه- نوعان: أمر كَوني قَدَرِي، وأمر دِيني شَرعي.
فمشيئته- سبحانه- مُتعلقة بخلقه وأمره الكوني، وكذلك تتعلق بما يحب وبما يكره، كله داخل تحت مشيئته، كما خلق إبليس وهو يُبغضه، وخَلَقَ الشياطين والكفار والأعيان والأفعال المسخوطة له وهو يُبغضها، فمشيئته- سبحانه- شاملة لذلك كله.
وأمَّا محبته ورضاه فمُتعلقة بأمره الدِّيني وشَرعه الذي شَرَعَه