وقال تعالى عن الكافرين:{كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون}[المطففين: ١٥].
قال الإمامُ الشافعيُّ:«فَدَلَّ هذا على أنَّ المؤمنين لا يُحجبون عنه تبارك وتعالى».
وقال جل شأنه:{لهم ما يشاءون فيها ولدينا مزيد}[ق: ٣٥].
فالمزيد هنا هو: النَّظر إلى وجه الله عز وجل، كما فسَّره بذلك علي وأنس بن مالك -رضي الله عنه- ما.
وقال سبحانه:{للذين أحسنوا الحسنى وزيادة}[يونس: ٢٦].
فالحسنى: الجنة، والزيادة: هي النظر إلى وجه الله الكريم، كما فَسَّرها بذلك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بقوله:«إِذَا دَخَلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ قَالَ: يَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: تُرِيدُونَ شَيْئًا أَزِيدُكُمْ! فَيَقُولُونَ: أَلَمْ تُبَيِّضْ وُجُوهَنَا؟ أَلَمْ تُدْخِلْنَا الْجَنَّةَ وَتُنَجِّنَا مِنْ النَّارِ؟ قَالَ: فَيَكْشِفُ الْحِجَابَ، فَمَا اعْطُوا شَيْئًا أَحَبَّ إِلَيْهِم مِنْ النَّظَرِ إِلَى رَبِّهِمْ عَزَّ وَجَلَّ، وهي الزيادة، ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الْآيَةَ:{لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ}»(١).
قال الإمام ابن كثير رحمه الله: «وأمَّا السنة، فقد تواترت الأخبار عن أبي سعيد، وأبي هريرة، وأنس، وجرير، وصهيب، وبلال، وغير واحد من الصحابة عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: أن المؤمنين يرون الله في الدار الآخرة في العرصات، وفي روضات الجنات، جعلنا الله تعالى منهم بمنه وكرمه .. آمين (٢).
ب- رؤية الكفار والمنافقين لربِّهم جل وعلا:
أَمَّا الكفارُ والمُنَافِقِينَ، فَقَد ذكر شيخُ الإسلام أنَّ الناسَ قد
(١) أخرجه مسلم (٢٦٦) من حديث صُهَيْبٍ ?. (٢) «تفسير ابن كثير» (٣/ ٣٠٩).