عليهما. تقول في الأول:"أبو الفضل عندنا"، وفي الثاني:"أبو الجهل غادرنا".
٤- تعجيل التبرك بذكره، أو التلذذ، كقولك في الأول:"اسم الله اهتديت به", وكقولك في الثاني:"ليلى رأيتها"، و"سلمى تحدثت إليها"، قدم المسجد في الموضعين تبركًا في الأول، وتلذذًا في الثاني.
٥- التشويق إلى الخبر إذا كان في المسند إليه ما يوجب الدهشة والاستغراب، مما يجعل النفس في لهفة إلى سماع الخبر كقول أبي العلاء:
والذي حارت البرية فيه ... حيوان مستحدث من جماد
وقد سبق القول فيه عند الكلام في تعريف المسند إليه بالموصولية، فارجع إليه إن شئت, ومثله قول الشاعر:
ثلاثة١ تشرق الدنيا ببهجتها ... شمس الضحى وأبو إسحاق والقمر
فقد قدم فيه المسند إليه, وهو "ثلاثة"؛ لأن فيه تشويقًا إلى الخبر لاتصافه بما يدعو إلى المعجب، وهو قوله:"تشرق الدنيا ببهجتها"، فإن إشراق الدنيا بأسرها لما يشوق النفس إلى أن تعرف ذلك الذي جعل العالم أجمع يتألق ويضيء، فإذا عرفت ذلك تمكن منها أي تمكن.
٦- إفادة تعميم النفي، وشموله للأفراد، إذا كان المسند إليه أداة عموم٢ تقدمت على أداة النفي، ولم تكن معمولة للفعل المنفي، كما تراه في نحو قولك:"كل طالب لم يقص" أي إنهم جميعًا لم يقصروا، فقد قدم المسند إليه -وهو أداة عموم- على أداة نفي الفعل غير عامل٣ فيها لقصد إفادة عموم النفي أي نفي الحكم -وهو التقصير في هذا المثال- عن كل فرد من أفراد الطلاب, وكقول النبي صلى الله عليه وسلم:"كل ذلك لم يكن" جوابًا عن سؤال ذي اليدين: "أقصرت الصلاة، أم نسيت يا رسول الله؟ ", ومعنى القول الكريم: لم يقع واحد من القصر
١ على اعتبار أنه المبتدأ, وأن ما بعده هو الخبر ويصح العكس ولكن لا يكون فيه شاهد. ٢ كلفظ كل وجميع، وكل ما يدل على العموم. ٣ إذ هو منها في موضع الخبر ولا عمل للخبر في المبتدأ.