واختصر كتاب " الحيوان " للجاحظ، وسمى المختصر " روح الحيوان " وهي تسمية لطيفة [وله كتاب مصايد الشوارد](١) ، وله ديوان جميعه موشحات سماه " دار الطراز "(٢) وجمع شيئاً من الرسائل الدائرة بينه وبين القاضي الفاضل وفيه كل معنى مليح (٣) .
واتفق في عصره بمصر جماعة من الشعراء المجيدين، وكان لهم مجالس يجري بينهم فيها مفاكهات ومحاورات يروق سماعها. ودخل في ذلك الوقت إلى مصر شرف الدين بن عنين - المقدم ذكره في المحمدين - فاحتفلوا به وعملوا له وكانوا يجتمعون على أرغد عيش، وكانوا يقولون: هذا شاعر الشام، وجرت لهم محافل سطرت عنهم، ولولا خشية التطويل لذكرت بعضها.
ومن محاسن شعره بيتان من جملة قصيدة يمدح بها القاضي الفاضل رحمه الله تعالى، وهما (٤) :
ولو أبصر النظام جوهر ثغرها ... لما شك فيه أنه الجوهر الفرد
ومن قال إن الخيزرانة قدها ... فقولوا له إياك أن يسمع القد ومن شعره أيضاً (٥) :
لا الغصن يحكيك ولا الجؤذر ... حسنك مما كثروا أكثر
يا باسماً أبدى لنا ثغره ... عقداً ولكن كله جوهر
قال لي اللاحي: أما تسمع (٦) ... فقلت: يا لاحي أما تبصر وله يتغزل بجارية عمياء (٧) :
(١) زيادة من ر. (٢) ليس هذا القول بدقيق، لأن دار الطراز يحتوي مقدمة في الموشحات، ونماذج من موشحات الأندلسيين وبعض موشحات ابن سناء الملك. (٣) ر: بديع مليح؛ والكتاب المشار إليه هو " فصوص الفصول " ومنه نسخة بباريس رقم: ٣٣٣٣. (٤) ديوانه: ٢٢٥ - ٢٢٦. (٥) ديوانه: ٣٤٤. (٦) ن ق والمختار: أما تستمع؛ بر من: ألا تستمع، وما أثبتناه ورد في الديوان. (٧) ديوانه: ٤٨٤ - ٤٨٥.